بحـث
المواضيع الأخيرة
مضاهر الولا والبراء
مضاهر الولا والبراء
مظاهر الولاء والبراء
د. أحمد عبد الخالق.
حمدًا لله تعالى، وصلاةً وسلامًا على الحبيب المصطفى، والنبي المجتبى سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد..
فإنه لا بد للولاء والبراء من مظاهر تدل عليهما؛ فالولاء والبراء لا تكفي فيهما النية وحدها، بل لا بد فيهما من النية والعمل اللذين يدلان على ولاء الفرد لله ورسوله والمؤمنين، من حيث النصرة، أو الطاعة، أو غير ذلك.
وهناك مظاهر متعددة للولاء، وأشكال متنوعة نستنبطها من خلال الآيات القرآنية والمواقف من السيرة النبوية:
أ- من أول مظاهر الولاء: النصرة- عدم طاعة الله في الكافرين- ربط المصير بالمصير:
فمعنى أنك توالي قومًا: أنك تنصرهم، أي أن من مظاهر ولائك لهم نصرتَهم، وأنك لا تطيع الله ورسوله في الكافرين، أي أنك لا تطيع الله ورسوله في قتال الكافرين، كما أن من الولاء أن تربط مصيرك بمصير من تعمل معهم؛ تموت معهم حيث يموتون، وتحيا معهم حيث يحيون.
وذلك ما نراه واضحًا في قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ (12)﴾ (الحشر).
وبالتطبيق الفعلي في الآيات نجد أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- عندما أراد إجلاء يهود بني النضير ذهب إليهم المنافقون وقالوا لهم: لا تخرجوا؛ فنحن معكم ننصركم إذا قاتلكم محمدًا" ﴿وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ﴾، قالوا لهم: "إننا نربط مصيرنا بمصيركم" ﴿لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ﴾ ثم قالوا لهم: إننا لا نقاتلكم إذا أمرنا محمد بقتالكم؛ فأنتم لنا أولى من محمد وأبقى ﴿وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا﴾؛ فهؤلاء المنافقون قد ناصروا يهود بني النضير وربطوا مصيرهم بمصيرهم، ولم يطيعوا الله ورسوله فيهم؛ فكل من فعل ذلك مع المسلمين فقد والاهم، ومن فعل ذلك مع غير المسلمين فقد والاهم.
ب- إعطاء الكافرين أسرارَ المؤمنين:
من مظاهر الولاء للكافرين: التجسس على المسلمين لصالح الكافرين؛ فهذا ولاءٌ للكافرين أريد به الإضرار بالمؤمنين، ويؤخذ ذلك من قصة حاطب بن أبى بلتعة الواردة في أول سورة الممتحنة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ﴾ (الممتحنة: من الآية 1).
وسبب نزول هذه السورة:
كان سبب نزول صدر سورة الممتحنة قصة حاطب بن أبى بلتعة؛ وذلك أن حاطبًا هذا كان رجلاً من المهاجرين، وكان من أهل بدر أيضًا، وكان له بمكة أولاد ومال، ولم يكن من قريش أنفسهم، بل كان حليفًا لعثمان، فلما عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على فتح مكة لما نقض أهلها العهد، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بالتجهيز لغزوهم وقال: "اللهم عَمِّ عليهم خبرنا"، فعمد حاطب هذا فكتب كتابًا وبعثه مع امرأة من قريش إلى أهل مكة؛ يُعلمهم بما عزم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوهم؛ ليتخذ بذلك عندهم يدًا، فأطلع اللهُ على ذلك رسولَه صلى الله عليه وسلم؛ استجابة لدعائه، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًّا بن أبى طالب والمقداد والزبير وقال: "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ؛ فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها " فانطلقنا تعادي بنا الخيل حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، قلنا: أخرجي الكتاب. قالت: ما معي كتاب. قلنا: لتخرجن الكتاب، أو لنلقين الثياب.
فأخرجت الكتاب من عقاصها، فأخذنا الكتاب، فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا فيه: من حاطب بن أبى بلتعة إلى أناس من المشركين بمكة، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا حاطب.. ما هذا؟!"، قال: لا تعجل عليَّ؛ إني كنت امرءًا ملصقًا في قريش، ولم أكن من أنفسهم، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون أهليهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ فيهم يدًا يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفرًا ولا ارتدادًا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه صدقكم"، فقال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه قد شهد بدرًا، وما يدريك لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم؛ فقد غفرت لكم".
فإخبار الكافرين بأسرار المسلمين لدفع خططهم أو لتوقي الكافرين من المؤمنين يعتبر كل ذلك ولاءً يُخرج من الإيمان ﴿إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ للهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (النساء: 146).
ج) المحبة والمودة من مظاهر الولاء:
ويؤخذ هذا من قوله تعالى: ﴿لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ﴾ (المجادلة: من الآية 22).
وهذه الآية تفيد أن المؤمنين لا يوادُّون المحادِّين لله ورسوله ولو كانوا من الأقربين، كما قال تعالى: ﴿لا يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمْ اللهُ نَفْسَهُ﴾ (آل عمران: من الآية 28).
وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ (التوبة: 24).
لقد نزلت آية المجادلة في أبى عبيدة بن الجراح حين قتل أباه في يوم بدر، ولهذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جعل الأمر شورى بعده في أولئك الستة رضي الله عنهم: "لو كان أبو عبيدة حيًّا لاستخلفته"، وقيل: في قوله تعالى: ﴿أَوْ أَبْنَاءَهُمْ﴾ نزلت في الصديق رضي الله عنه؛ فقد همَّ بقتل ابنه عبد الرحمن، وقوله تعالى: ﴿أَوْ إِخْوَانَهُمْ﴾ نزلت في مصعب بن عمير، قتل أخاه عبيد بن عمير يوم بدر، وقوله: ﴿أَوْ عَشِيرَتَهُمْ﴾ نزلت في عمر بن الخطاب، قتل قريبًا له يومئذ، وفي حمزة وعلي وعبيد بن الحارث، قتلوا عتبة وشيبة والوليد.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "المرء من أحب".
وقال بن مسعود: "لو عَبَدَ الله بين الحجر والمقام سبعين عامًا، لم يحشره الله إلا مع من أحب"؛ فكونك تجد إنسانًا عواطفه مع الكافرين والمنافقين؛ يميل إليهم ويحبهم ويتمنى انتصارهم، فذلك ولاء من أعظم الولاء، فمن مال بقلبه إلى قوم يعملون المعاصي ورضي أعمالهم كان منهم، وعليه مثل وزرهم، وإن كان بعيدًا عنهم، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا عُملت الخطيئة في الأرض، كان من شهدها فكرهها- وقال مرة: أنكرها- كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها".
د- من مظاهر الولاء: المجالسة للكافرين والمنافقين اختيارًا، وسماع كلامهم القبيح مع الاستمرار في الجلسة دون الرد، أو الغضب، أو الخروج:
ويؤخذ هذا المظهر الخطير من قوله تعالى: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾ (النساء 140).
فدل بهذه الآية على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منكر؛ لأن مَن لم يتجنبهم فقد رضي فعلهم، والرضا بالكفر كفر،﴿إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ﴾؛ فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها، فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم، حتى لا يكون من أهل هذه الآية.
وقد روي عن عمر بن عبد العزيز أنه أخذ قومًا يشربون الخمر، فقيل له عن أحد الحاضرين: إنه صائم، فحمل عليه الأدب، وقرأ هذه الآية ﴿إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ﴾، أي أن الرضا بالمعصية معصية، ولهذا يؤاخذ الفاعل والراضي بعقوبة المعاصي، حتى يهلكوا بأجمعهم.
والأحاديث عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- تُفيد أن مجرَّد تكثير السواد كائنًا ما كان يجعل الإنسان مع القوم؛ فمن كثر سواد الكافرين فهو منهم، ومن كثر سواد المنافقين فهو منهم.
ويدخل في ذلك مظاهر كثيرة؛ منها: أن ينتسب الإنسان إلى نادٍ للكافرين، أو الملحدين، أو الإباحيين، أو الشهوانيين، أو أن يشارك الإنسان في مظاهرة لهؤلاء، أو أمثالهم، أو يحضر ناديَهم، أو منتداهم، أو مراكز دعوتهم، أو يحضر احتفالاتهم، أو يسمع خطبهم، إلاَّ إذا كان مكلَّفًا بالرد عليهم، أو نقل خططهم ضد الإسلام والمسلمين، كما فعل حذيفة بن اليمان عندما دخل جيش الأحزاب للتعرف على أخبارهم ونقلها إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وكان ذلك بتكليفٍ من الرسول عليه الصلاة والسلام.
هـ- ومن مظاهر الولاء: الطاعة:
ليست كل الطاعة مظهرًا من مظاهر الولاء؛ فمثلاً: الذي تقول له زوجته الكتابية، أو زميلته، أو أبوه، أو أمه (غير المسلمين) إذا قالوا له: اشتر لنا خبزًا، أو كسوة، أو أعطنا نفقة وأطاعهم في ذلك، فهل يُعَدُّ ذلك ولاءً محرمًا؟.. إن هذه معاملة، أو بر وإحسان، وليست الطاعة في ذلك من الولاء المنهي عنه، بل إن الطاعة المنهي عنها هي التي تكون لصالح الكفر ضد الإسلام.
قال تعالى: ﴿يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا﴾ (مريم: 45) وولاية الشيطان: طاعته والاستجابة له، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي﴾ (إبراهيم: من الآية 22).
وقد حرَّم الله عز وجل علينا طاعة أصناف الكافرين والمنافقين، حتى لا نكون منهم، وجعل طاعتهم ردة، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26)﴾ (محمد)، وقد فصل القرآن في أصناف مَن لا تجوز لنا طاعته تفصيلاً كثيرًا حتى لا نهلك، فقال تعالى: ﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ﴾ (الأنعام: من الآية 116).
وقال تعالى: ﴿وَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ﴾ (الأحزاب: من الآية 48)، وقال تعالى: ﴿فَلا تُطِعْ الْمُكَذِّبِينَ ( وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (15)﴾ (القلم)، وقال تعالى: ﴿وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ (الكهف: من الآية)، وقال تعالى: ﴿وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ (152)﴾ (الشعراء)، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) بَلْ اللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ﴾ (آل عمران).
وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ﴾ (آل عمران: 100)، والمتتبع آيات القرآن الكريم يجد آيات كثيرة تتحدث في هذا الموضع، وحسبي ما أشرت إليه هنا.
و- من مظاهر الولاء: التشبه بالكافرين:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من تشبَّه بقوم فهو منهم" (رواه أبو داود في كتاب اللباس باب: لبس الشهرة 4 حديث/4024، عون المعبود 11/51)، فمن تشبَّه برسول الله وصحبه فقد والاهم وهو منهم، ومن تشبَّه بالكافرين فقد والاهم وهو منهم، كأولئك الذين يقلدون غير المسلمين في لباسهم وعاداتهم الخاصة بهم، وما كان شعارًا لهم؛ فإن كل ذلك يُعَدُّ ولاءً لهم.
ولا يدخل في ذلك الأشياء المشتركة بين الناس؛ فكل الناس يأكلون ويشربون ويلبسون، ولكن الكلام على ما هو شعار خاص بالكافرين.
هذا، وأسأل الله تعالى أن يجعلنا من أوليائه المؤمنين الصادقين المخلصين، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، والحافظين لحدود الله، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
swilm- عدد المساهمات : 14
تاريخ التسجيل : 01/12/2010
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة نوفمبر 11, 2011 7:06 am من طرف Admin
» تعزيه لاخ عبدالله باسواد
الجمعة نوفمبر 11, 2011 6:42 am من طرف Admin
» الحفل الختامي لدور الحفظ بمسجد جامع الغرف
الجمعة سبتمبر 16, 2011 8:42 am من طرف Admin
» الحفل الختامي لحلقات مسجد ارضوان
الجمعة سبتمبر 16, 2011 8:41 am من طرف Admin
» الافطار الجماعي لطلاب منطقه الغرف وسيلة ال شيخ
الجمعة سبتمبر 16, 2011 8:19 am من طرف Admin
» تعزيه وفاه الوالد مبارك علي مسلم
الجمعة سبتمبر 16, 2011 8:14 am من طرف Admin
» تعزيه للاخ انور باطحان
الجمعة سبتمبر 16, 2011 8:13 am من طرف Admin
» تعزيه للاخ محفوظ العامري
السبت يوليو 23, 2011 2:14 pm من طرف Admin
» تهنئه للعريسين عبدالله وعلاء ابناء فاروق التميمي
السبت يوليو 23, 2011 2:13 pm من طرف Admin